اهمية القضاء
اولى
الاسلام القضاء اهميه كبرى، فعده من ارفع المناصب واسماها، فهو اماره
شرعيه يمارسها ولى امر المسلمين وخليفتهم بنفسه لانه من الوظائف الداخله
تحت الخلافه والمندرجه في عمومها لا بل انه غصن من شجره الرئاسه العامه
للنبى وخلفائه، وهو المراد من الخليفه في قوله تعالى: (يا داود انا جعلناك
خليفه في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل اللّه)
وسمى القضاء قضاء لان القاضي يتم الامر المتنازع فيه بالفصل والحسم، وقد
جاء قوله تعالى: (واللّه يقضى بالحق).
فالقضاء، اذن، منصب حساس ومهامه حيويه ودقيقه لتعلقها بحقوق الناس
وحرياتهم، اضافه الى حقوق البارى تعالى، وحسبه درجه ان يكون بادىء ذى بدء
من حقوق الرسول الكريم، اذ انه اول قاض في الاسلام، ثم اناط امر القضاء
لبعض اصحابه ممن توسم فيهم الكفاءه في مركز ولايته وغيرها من الامصار.).
واذا كانت مهمه القاضي تنصب اساسا على الزام احد المتخاصمين بقول ملزم بما
عليه للاخر حاله ثبوته والا فترد دعواه، فان القول الملزم هذا هو ما يعبر
عنه بالحكم او قرار الحكم ـ بتعبير ادق لذي به تحسم الدعوى وينقطع التخاصم
فيه.
حسما للتداعى وقطعا ل من هنا يبدو واضحا مدى خطوره امر الفصل في المنازعات
وحيويته واهميته، ومن يظن بان مهمه الفصل في الخصومات بين الناس، حسما
للتداعى وقطعا للتنازع، سهله او يسيره واهم بالتاكيد.
ولما كان القضاه هم الجهه المختصه في القضاء والموكله اليهم مهمه ادارته
فلا بد والحاله هذه من ان تتحقق في اشخاصهم موهلات وضوابط معينه توهلهم
للعمل القضائى بجداره
وهنا اريد الاشاره إلى مسئله مهمه جدا ,وحاله خطا انتشرت مؤخرا في مؤسساتنا
الدينيه ,حيث انيطت مهمه القضاء إلى اشخاص غير مؤهلين من الناحيه
العلميهوذلك إن بعضهم طلبه علم لم يكملوا مرحله السطوح وليست لهم ادنى فكره
عن العمل بهذا الاختصاص الكبير,ومن خلال متابعه سير عملهم وجدنا إن هناك
خلل كبير في تعاملهم مع حل النزاعات والخصومات وتوصيفهم للفعل الجنائي
وترتيب العقوبه المناسبه حول القضايا المطروحه امامهم,مما ترك اثر سلبي
هدام في حال المتخاصمين
وعليه انصح الاخوه المسؤلين عن المؤسسات الدينيه واخص فصائل المقاومه إن
يراعوا هذا الجانب ,واخضاع من يولونهم امر القضاء او الرقابه المركزيه إلى
اختبارت علميه دقيقه ومعرفه قدرتهم على التعامل مع هذا الموضوع ونزاهتهم
وعدم مجاملتهم وانحرافهم عن الحق . فالقاضى الاسلامى ملزم بان يحكم بما
انزل اللّه تعالى من تشريع، بعيدا عن الهوى واضاليل الخصوم لتعزيز ما
اختلفوا فيه
واذكر بقول الامام علي عليه السلام
اختر للحكم بين الناس افضل رعيتك في نفسك ممن لا تضيق به الامور، ولا يمحكه
الخصوم، ولا يتمادى في اثبات الزله، ولا يحصر من الفىء الى الحق اذا عرفه،
ولا تشرف نفسه على طمع، ولا يكتفى بادنى فهم دون اقصاه، واوقفهم في
الشبهات وآخذهم بالحجج واقلهم تبرما بمراجعه الخصم واصبرهم على تكشيف
الامور، واصرمهم عند اتضاح الحكم، ممن لا يزدهيه اطراء ولا يستمليه اغراء
واولئك قليل.